سالم الحسني

Friday, 27 April 2007

كتاب كشف الغمة الجامع لأحكام الأمة

في رحلتي إلى دول الإمارات (دبي) لحضور دورة فهرسة وتحقيق المخطوطات بمركز جمعة الماجد كانت لنا رحلة إلى البريمي والعين وكان برفقتنا زميلان لنا في الدورة أحدهما من قطر والآخر من المغرب، التقينا بأخ في العين أظنه من أصل عماني ولديه الجنسية الإماراتية، وفي بيته في العين كنا نذكر المخطوطات العربية في دول الغرب وخاصة في جامعات ومتاحف بريطانيا فابتدأنا بالصحيفة القحطانية والموجودة في جامعة أكسفورد.
وفي معرض حديثنا ذكر لنا الأخ المضيف أن مدير دار زايد للتراث والتاريخ الدكتور حسن محمد عبدالله النابودة حقق مؤخرا كتاب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة.
فسألته بشغف من أين أحصل على نسخة؟ وفي أي مكتبة طبع؟ فقال: مكتبة لبنانية ولي زميل صديق للدكتور المحقق أحضر لي عدة نسخ سأعطيك نسخة منها، ففرحت جدا بذلك لأن هذا الكتاب يعتبر المصدر الأول للتاريخ فكنت أسمع به كثيرا حتى أن في مكتبة المعهد لا توجد نسخة منه وإنما وجدت له نسخة مطبوعة غير كاملة طبعا في مكتبة جامعة السلطان قابوس (مكتبة المسجد) وأظنه موجود في المكتبة الرئيسية.
يعتبر كتاب (كشف الغمة) لمؤلفه الشيخ سرحان بن سعيد الأزكوي من أهم وأكبر المصادر التاريخية العمانية، حيث قال المحقق الدكتور حسن النابودة في مقدمته: ليس هناك خلافا في أن مخطوط كشف الغمة يعد من أهم مصادر التاريخ العماني إن لم يكن أهمها على الإطلاق وذلك لكونه أوسع عمل تاريخي محلي غطى جميع الحقب التاريخية لعمان منذ فترة ما قبل الإسلام وحتى عام 1140هـ، 1728م.
كما أنه المصدر الرئيس الذي استقى منه العمانيون تاريخ المنطقة ونقلوا منه في كثير من الأحيان حرفيا وبذلك كسب كشف الغمة سمعته هذه وبقي المصدر الأول والرئيس لتاريخ عمان.
وأحاول في هذه الصفحة الالكترونية أن أبين عمل المحقق من خلال مقدمته وعمله في التحقيق.
فالعمل الذي قام به المحقق يعتبر عملا جبارا وذلك باعتماده في مقابلة النص بخمس مخطوطات وهي:
1- نسخة مكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي في السلطنة وهي أصلية بخط أحد أقرباء المؤلف وهو محمد بن خلف بن عمرو الأزكوي وقد نسخها من النسخة الأصلية الأولى بخط المؤلف سرحان بن سعيد وذلك في 1208هـ، 1793م.
2- نسخة تونس: من أقدم النسخ وأهمها وهي للمؤرخ ابن رزيق بخط عثمان بن عامر بن سليمان الهنائي، كتبت سنة 1264هـ، 1847م.
3- نسخة لندن: (المتحف البريطاني): أشهر النسخ وأكثرها انتشارا، وأكبر المخطوطات لأنها كتبت بخط نسخي كبير، بخط سالمين سعد سنة 1290هـ، 1873م.
4- نسخة المكتبة الظاهرية (دمشق)، أكثر النسخ دقة ووضوحا، اشترك في كتابتها اثنان من أهل عمان وهما نصر الله بن محمد بن أحمد الكندي، وعبدالرحمن بن سالم بن سيف الرواحي (وكان خط الأخير من أجمل الخطوط وذكر ابن رزيق أنه كان كاتبا للسلطان برغش بن سعيد ، كتبت النسخة عام 1315هـ، 1897م.
5- النسخة الجديدة: بعث بها للمحقق أحد أصدقائه من مصر في إبريل 2004 وتاريخ نسخها هو 1317هـ، 1899م بخط نسخي بقلم سعيد بن خميس ين حمد البهلوي.

واستعان المحقق كذلك بالمصادر الرئيسة لتاريخ عمان كتحفة الأعيان للإمام السالمي وكتاب الفتح المبين لابن رزيق.
ذكر المؤلف في مقدمته:
1- نسبة الكتاب للمؤلف والاختلاف فيه:
فمنهم من قال بأن المؤلف مجهول ومنهم من قال أن المؤلف سرحان ليس إلا ناقل، فمعظم المؤرخين ينسبون الكتاب إلى مجهول مثل البرادي وذكر صاحب كشف الغمة حاجي خليفة المؤلفات التي تحمل اسم كشف الغمة وليس فيها هذا الكتاب، ومن الذين قالوا بأن الأزكوي هو ناسخ الكتاب لا مؤلفه هو أحمد عبيدلي الذي قام بتحقيق أبواب عدة في الكتاب والتي تعد كما قال الدكتور النابودة من أهم المحاولات وأغناها من حيث المعلومات والتحقيق، وتابع قائلا: إلا أن رأيه – أي عبيدلي – لا يستند إلى أدلة واضحة واجتهاده ليس صحيحا كما أن قوله بوجود اختلاف في أسلوب الكتاب فيه مبالغة
وذكر المحقق قائلا: وخلاصة القول فإنه لا يمكن لكتاب بهذا الحجم والأهمية أن يكون مجهول التأليف وعدم ذكر ابن رزيق والسالمي له ربما ناتج من شهرة الكتاب ومؤلفه وليس على العكس من ذلك.
2- أهمية كتاب كشف الغمة ومحتوياته:
يقع الكتاب في 40 بابا: يبدأ الأزكوي مقدمة قصيرة بين فيها سبب التأليف (فقد دعتني الهمة إلى جمع هذا الكتاب وتأليفه وتلخيص معانيه وتصنيفه فلبيتها أهلا وسهلا... ) وذكر في مقدمته اسم عنوان كتابه.
يتبين للقارئ على حسب كلام محقق الكتاب ما يلي:
1- الروح المذهبية والمحلية للمؤلف الواضحة فقد جعل مؤلفه هذا النهج محور اهتمامه في كتابة التاريخ بشكل عام والإباضي بشكل خاص.
2- أولى اهتماما خاصا بقادة المذهب خاصة الذين قتلوا منهم في ساحات الحرب.
3- إسهابه في القضايا الدينية التي شكلت جزءا كبيرا من كتابه.
4- أسهب في الحديث عن تاريخ رسول الله r والخليفتين من بعده.
5- أعطى تفاصيل كثيرة حول قضية الخلاف بين الأطراف المتحاربة في الفتنة الأولى.
6- خصص بابين للفرق الإسلامية (28-29).
7- أسهب في الحديث عن آراء الفرق ويؤخذ على المؤلف – الأزكوي – نتيجة الإسهاب في هذه الحقبة من الزمن – الفتنة – التعسف في إصدار الأحكام على الكثير من الشخصيات التاريخية التي تصل إلى حد التكفير والتجريح.
8- يختصر تاريخ الأمويين والعباسيين في باب واحد الباب (30) فهو مهم جدا لأنه يذكر – كما يقول المحقق – تاريخا سنيا بوجهة نظر إباضية.
9- الباب (31) من الأبواب المهمة التي لم تنشر بعد (ذكر الأئمة الذين باعوا أنفسهم في إنكار المنكر).
10- أسهب في ذكر ثورة (طالب الحق) عبدالله بن يحيى الكندي.
11- خصص بابا الـ(32) عن انتشار المذهب الإباضي في بلاد المغرب ويشير إلى مصادر مغربية.
12- الأبواب من (33 إلى 38) تاريخ عمان من أول إسلامهم حتى وقوع الفتنة.
13- لم يذكر حروب الردة في عمان.
14- الدقة في ذكر أخبار الأئمة والتاريخ العماني بشكل عام.
15- أهمل فترة النبهانيين التي تعد أهم وأطول فترة في تاريخ عمان التي استمرت خمسة قرون.
16- الباب (39) تواريخ بعض الصحابة وعلماء الإباضية ولم يعط أية تفاصيل عنهم واكتفى بذكرهم.
17- يختتم حديثه بقضايا الخلاف بين الإباضية والسنة حول مسألتي عذاب القبر ورؤية الله جل ذكره.
18- يتوسع في ذكر البراءة ويؤكد عدم طاعة السلطان الجائر.
19- لم يفصل حول الأحداث الخاصة بقادة الخوارج الذين ثاروا على الأمويين.
20- أسهب في ذكر ما نسب إليهم – أي قادة الخوارج – من أقوال.
21- كتب خطبة أبي حمزة الشاري الطويلة في 12 صفحة ليبين من خلالها مبادئ وقيم أصحاب المذهب.

ثم ذكر المحقق كلاما تحت عنوان: الخوارج في رأي الأزكوي
ذكر بأن الأزكوي تفرد من الإباضية بقول أن الإباضية فرقة من الخوارج وذكر المحقق في مقدمته مقتطفات من كلام المؤلف الأزكوي منها (وهو الذين خرجوا على علي بن أبي طالب لما حكم الحكمين).
ثم قال – أي المحقق – أن رأي الأزكوي يمثل أهمية خاصة لكونه من المؤرخين العمانيين القلائل الذين يشيرون صراحة إلى ذلك.
وفي الحقيقة – وحسب علمي – أنه لا يوجد خلاف في أن الإباضية خرجوا مع الخارجين على علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ولكن الإباضي خرجوا عن الخوارج عندما استحبوا العنف والقتل وقطع الطرق على الدولة الأموية حتى سموا العقدة لأنهم لم يخرجوا فأظن أن هذا الكلام لا يختلف فيه أحد في المذهب بغض النظر عن سبب خروجهم على الإمام علي فهذه قصة طويلة ولها مسوغاتها كما ذكرها المؤرخون والعلماء.
فكتاب كشف الغمة يعتبر من المصادر المهمة في التاريخ العماني الإباضي، وهذه خطفة سريعة على هذا الكتاب القيم، الذي أنصح باقتنائه والحمد لله حصلت عليه مجانا لأن قيمته على حسب ما أخبرني أحد الأصدقاء 150 درهما - أي 15 ريالا.

دورة فهرسة المخطوطات وتحقيقها 2

الأربعاء والخميس 18-19/4/2007م: فهرسة عملية


الحلقة الثانية الساعة 11 ص من يوم الخميس:
محاضرة للدكتور عمر عبدالسلام التدمري


المحاضر في سطور:
· لبناني من طرابلس
· أستاذ التاريخ الإسلامي
· حائز على وسام المؤرخ العربي
· عضو المؤرخين العرب
· مشرف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوران في كثير من الجامعات العربية.
· نشر عنه أكثر من (300) بين مقال ودراسة وكتاب.
· مؤلفاته وتحقيقاته:
- موسوعة علماء المسلمين اللبنانيين (لا أضبط العنوان بالتحديد)
- تحقيق تاريخ الإسلام للذهبي (أكبر عمل قام به في حياته) وسأكتب عنه بعد أسطر.
- تحقيق المقتفي على كتاب الروضتين في 3 مجلدات وغيرها كثير.

عنوان المحاضرة: تجربتي في التحقيق

من محاسن الصدف التي وقعت للدكتور هو انه عندما كان صغيرا كان مولعا بحب بلاده طرابلس وكان يسجل معالمها التراثية القديمة والحديثة كان ذلك في عمر الخامسة عشرة سنة كان يسجل ذلك في دفتر يحتفظ به، فعندما كان يبحث في بحثه علماء طرابلس بلبنان بحث عن مخطوط في دار الكتب العلمية لا أذكر – أي أنا – مؤلفها وكانت هي أول مخطوطة تقع في يده ليقرأها وكان حجمها كبيرا فقال في نفسه كيف لي أن أقرأ كل هذا، فبدأ بالمقدمة وأخذ يسترسل في القراءة وفي المكتبة كل الناس مهتمة بقراءتها وبحثها في هدوء تام يصرح هو بصوته: (يااا الله) لتلتفت الناس إليه وفي رأس كل موجود في المكتبة علامة استفهام كبيرة: ما بال الرجل؟! فعل ذلك لأنه وجد ما فعله هو من استقصاء لمعالم طرابلس أن ذلك المخطوط القديم قد سبقه ليسحل نفس ما سجله هو في دفتره عندما كان صغيرا ليتبين له أن ما قام به ليس عملا طفوليا.

ذكر لنا تاريخ طرابلس اللبنانية وأن تاريخها قديم جدا وعن علمائها وبأن فيها مكتبة كانت تعد من أكبر المكتبات الإسلامية والعربية في العالم، وذكر لنا حرب المغول لطرابلس وللوطن العربي والشام وكانت تحوي المكتبة فبل تدميرها من قبل المغول على 3 ملايين مخطوط.

والمتأمل في تجربة الدكتور التدمري على حسب ما رواه لنا لا يسعه إلا أن يقف وقفة إجلال لهذا الرجل لأن ما قام به لا يستطيع أن يقوم به عشرات الرجال فيكفيه فخرا وذخرا وعلما تحقيقه كتاب تاريخ الإسلام للذهبي من 52 مجلدا ولكل مجلد 30 فهرسا استغرق في تحقيقه 16 سنة بدأ فيه من سنة 1978م.

كان يرتاد مكتبة دار الكتب بمصر من 8ص إلى 8م أي 12 ساعة لا يخرج منها إلا عند إغلاقها ويأتي قبل أمين المكتبة في الصباح، قرأ كل الكتب المتعلقة بالتاريخ والتراجم، قرأ تاريخ دمشق وابن عساكر ذي المجلدات أكثر من مرة ومرتين.

حكى لنا تجربته في تحقيق تاريخ الإسلام وذلك عندما وصله الكتاب من أحد المهتمين بدور النشر في دمشق، وكان تحقيقه الكتاب في زمن كانت الحرب في أوجها حيث سكن بيروت بعد أن سافر أهله عنه فسكن في بناية من 10 طوابق العمارة كانت خالية في الناس لأنها كانت في وسط بيروت كان ذلك في بداية التسعينيات وكان يحقق الكتاب مع دوي الصواريخ، ويقول: بأنه سكن الطابق السابع وطبعا لا ماء ولا كهرباء وكان يجلس على طاوله تحيط بها الكتب لأنه إذا حصل قصف للعمارة يكون قد مات بين الكتب ويضيف (مثل الجاحظ) وهو يضحك.

ومن القصص كذلك أن صاحب دار النشر الذي طلب منه تحقيق تاريخ الإسلام خاف على تأخر الكتاب بسبب التحقيق فأخبر الدكتور عبدالسلام هارون ليكون مشتركا مع الدكتور التدمري حتى يتم تحقيق الكتاب بسرعة ويتم نشره فضرب له موعدا لمقابلة الدكتور عبدالسلام هارون وأحضر معه ما استطاع انجازه وهو ثلاثة أجزاء من كتاب تاريخ الإسلام ليعرضها على الدكتور ليكون المنهج موحدا، فأخذ عبدالسلام هارون يطالع ما حققه التدمري، فسأله سؤالا: كم من المدة تقضيها لتحقيق جزء واحد؟ قال: أقل من شهرين، فالتفت عبدالسلام هارون إلى صاحب دار النشر وقال له: ما ينجزه التدمري في شهرين أنجزه أنا في سنتين فهل أنت موافق؟! فاستمر التدمري في تحقيقه واستمر فيه كما قلنا 16 سنة.

السبت 21/ 4: فهرسة عملية

في هذا اليوم اختلفت الفهرسة حيث تعاملنا مع المخطوطات الأصلية لفهرستها فهرسة معتمدة بحيث يكتب اسم المفهرس في فهرسة المخطوط الذي قام بفهرسته.
وفي تطبيقنا العملي وجدنا متعة حقيقية في العمل لأن الشخص الباحث عندما يتوصل إلى ما يريد يحس بمتعة حقيقية فكذلك المفهرس لأن الفهرسة تحتاج لطول بال لأنك لابد أن تضبط عنوان المخطوط من مقدمة المؤلف وكذلك ضبط المؤلف والرجوع إلى الأعلام للزركلي وإلى كشف الظنون لحاجي خليفة والمختص بالكتب المؤلفة وكتب التراجم الأخرى لكي تضبط العنوان والمؤلف، ثم تفهرس باقي البيانات فكنت أظن أن الفهرسة بسيطة وأن أي شخص يمكن أن يفهرس، فاستفدنا كثيرا من التطبيق العملي ونحاول تطبيقه في المكتبات معنا بإذن الله.
ومن الشيء الجيد في هذا اليوم (فهرسة المخطوطات الأصلية) وكان معظم المخطوطات التي سنقوم بفهرستها إباضية من عمان وثلاث منها أنا أحضرتها من أحد الأصدقاء ومعظمها من مكتبة الشيخ سالم بن حمد الحارثي رحمه الله، فكانت هي فرصة ليتعرف المشاركون على تراث المذهب الإباضي ويفتشوا في تراجمهم من خلال كتاب إتحاف الأعيان ودليل أعلام عمان والإطلاع على منهجهم القديم في التأليف وعلى الموسوعات الفقهية الكبيرة مثل بيان الشرع للشيخ الكندي القرن الرابع الهجري، وقاموس الشريعة للشيخ السعدي في القرن الحادي عشر وغيرها من الكتب.
واتضح أن من المشاركين من لا يعرف المذهب الإباضي وبعضهم يعرفه وزادت حصيلته العلمية من خلال هذه الجولة في الفهرسة.

الأحد 22/4: جولة في دبي

1- زيارة مركز ابن بطوطة
2- زيارة بيت الشيخ سعيد آل مكتوم وهو جد محمد بن راشد حاكم دبي
.

كانت الرحلة غاية في الروعة من حيث التنظيم ومن حيث المشاركين حيث كان المشاركة من معظم المشاركين، فكانت بدايتنا من المركز بمشاركة معظم الدكاترة من قسم المخطوطات [د.عمار نائب رئيس قسم المخطوطات، د. محمد كمال، د.هادي ، د.شهاب]، وكان برقتنا أيضا الدكتور أنس وهو المسؤول عن تنظيم هذه الدورة فجزاهم الله خيرا فكانوا غاية في الطيب والتواضع والمعرفة.
انطلقنا مباشرة إلى مركز ابن بطوطة التجاري، وهو مركز كبير جدا فعندما تدخله تحسب نفسك أنك دخلت قرية كبيرة بأكملها بل ولاية، ويتميز هذا المركز بتقسيمه على دول العالم فتجد الساحة الهندية والساحة الصينية والتونسية والمصرية والمغربية والأندلسية وغيرها وفي كل ساحة تجد المنتوجات الخاصة بكل دولة.
فهذا المركز يعتبر أكبر مركز تجاري في الوطن العربي على حسب ما سمعت، ويحتوي كذلك على الموروثات التاريخية فالشخص الداخل فيه يجد اللوحات التاريخية والالكترونية التي تشرح لك الحياة القديمة ولوحات تتحدث بلغات عدة عن ابن بطوطة وجولاته في العالم، وعلى الأدوات المستخدمة في البحار وفي رصد الوقت والاتجاهات، فهو حقا مركز جميل وعسى أن تكون لنا زيارة خاصة له لأن ساعة واحدة لا تكفي بل وحتى عشر ساعات لا تكفي.
ثم بعد ذلك ذهبنا إلى بيت الشيخ سعيد آل مكتوم القديم منذ الخمسينيات وهو بيت يقع في مكان استراتيجي حول البحر وهو بيت قديم حوفظ على تراثه القديم وأضيفت إليه الصور فأصبح معرضا يزار من كل أنحاء العالم.
والتقينا فيه عبدالله المطيري مدير البيت التراثي (بيت الشيخ سعيد) فهو إنسان كريم وما شاء الله يملك الكثير من المعلومات القديمة فهو متخصص في العملات القديمة والطوابع القديمة، حدثنا عن العملات العمانية فقال بأنها كانت قوية ومعبرة وكذلك طوابع أبو ظبي لأن حكام أبو ظبي (آل نهيان) كانوا يتابعون الطوابع بعكس الفجيرة فكان المسؤول عن الطوابع نصراني فكانت طوابعها تعبر عن مناسبات النصارى ويرسم مريم العذراء، ومن المضحك أنه عمل طابع للفجيرة في زيارة البابا لإحدى الدول الشرق أسيوية.
فالمطيري عمل في وزارة التراث العمانية للتنقيب عن التراث العماني في ولاية بوشر على حسب ما أخبرنا في جلسة قصية جلسناها معه وخلال تجولنا في البيت.
فالغريب أن تجد الأخوة الإماراتيين يهتمون كثيرا بالتاريخ العماني من تحقيق وتأليف منها كتب الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة، والدكتور حسن النابودة محقق كتاب كشف الغمة، ويمكن ذلك لأن الإمارات قديما كانت عمان حتى أنك تجد الصور القديمة لحكام دبي مثل الشيخ سعيد جد محمد بن راشد حاكم دبي الحالي (ملابسهم عمانية – تحمل الفريخة وبعضهم يسميها الفرفوشة وغيرها)، لكن الإمارات الآن سابقة الدول المدن الكبرى في العالم من حيث العمران وخاصة دبي والآن تبنى أبراج كثيرة في مكان واحد وما يسمى بدبي الجديدة ويبنى من بينها أكبر برج في آسيا ويقال أنه أكبر من أبراج كوالالمبور عاصمة ماليزيا
.
والحلقة القادمة وهو يومي (الأربعاء والخميس 25-26/4 ) ستكون بإذن حول منهج تحقيق النصوص ومع الدكتور سامي العاني.

Tuesday, 17 April 2007

دورة فهرسة المخطوطات وتحقيقها 1

جاءت مشاركتي أنا والأخوة من السلطنة من زيارة لمركز جمعة الماجد وقدمنا لهم رسالة بطلب بعض الدورات في الفهرسة والتحقيق والترجمة وكانت الزيارة في شهر 11 من سنة 2006م وجاءنا اتصال من المركز لحضور هذه الندوة وسأحاول في مدونتي أن أذكر ما يلقى علينا في هذه الدورة حتى تكون ذكرى لي وعسى أن يستفيد منها مرتادوا مدونتي
مدتها: 15 يوما من السبت 14/4/2007م إلى الخميس 26/4/2007م
مكانها: مركز جمعة الماجد (دبي
)

مميزات الدورة:
1- مجانية.
2- بناء جسور معرفية وثقافية بين مركز جمعة الماجد ومراكز المخطوطات في الدول العربية.
3- الجمع بين عشاق هذا الفن وتبادل الخبرات.
4- التركيز على الجانب العلمي.

أهداف الدورة:
1- التعريف بالمخطوطات العربية والإسلامية وبيان أهميتها علميا وتاريخيا وماديا.
2- الاطلاع على نماذج من المخطوطات مادة ومضمونا.
3- التدريب على أصول الفهرسة وضوابطها قديما وحديثا.
4- التأكيد على أهمية فهرسة المخطوطات فهرسة علمية دقيقة.
5- القيام بخدمة المخطوطات والباحثين والتطبيق العملي.

المشاركون:
1- سلطنة عمان وعددنا خمسة مشاركين.
2- مصر
3- قطر
4- السعودية
5- الإمارات
6- المغرب
7- موريتانيا
8- جنوب أفريقيا
9- تركمستان
وكذلك توجد مشاركة من الجانب النسائي في الدورة (ثلاث نسوة)
البرنامج الأسبوعي

الأسبوع الأول: في الفهرسة.
الأسبوع الثاني: في التحقيق.


الأسبوع الأول:
السبت 14/4

الجلسة الأولى كانت بعنوان لمحة تاريخية عن المخطوطات وأنواعها ومفهومها وتاريخ نشأتها.
الجلسة الثانية: مفهوم الفهرسة وتاريخ النشأة وثقافة المفهرس والأدوات اللازمة لذلك.

لكن للأسف الشديد لم أتمكن من الحضور في اليوم الأول بسبب بعض الأشغال في السلطنة وحضرت يوم الأحد.

الأحد 15/4
الجلسة الأولى: أهمية الفهرسة وبيان أنواعها.
الجلسة الثانية: شرح آلية الفهرسة.

في هذا اليوم كانت الانطلاقة بالحلقة الأولى من اليوم الثاني وكانت بعنوان أهمية الفهرسة وبيان أنواعها ألقاها الدكتور عمار مدير الفهرسة بمركز جمعة الماجد.
تتطرق أولا للمواد التي كان يكتب عليها وذكر منها:
1- الكرانيف: أصول السعف ونسميه نحن في بلادنا (كرب النخيل)
2- اللخاف: الحجارة البيضاء الرقيقة.
3- القضم: جمع (قضيم): جلود بيضاء.
4- العُسُب: جمع (عسيب): السعفة.
لحديث الزهري : (قبض رسول الله r والقرآن مكتوب في العسب والقضم والكرانيف).
5- الرقوق: الجلود
6- المهارق: أقمشة حرير.
7- البردي: نبات ورقي ينبت مع البرك المائية (ولم أعرفه إلى الآن في الحقيقة رغم تفصيل الدكتور فيه)

أنواع المخطوطات:

الأصلية:
1- البرديات.
2- الرقوق وتكثر في بلاد المغرب.
3- الورقية.

مخطوطات مصورة:
1-ورقية
2- فيلمية
3- مكروفيتش (شريحة من عدة صفحات)
4- رقمية (تصوير ديجيتال وهو أفضل للحفاظ على خصائص المخطوط من حيث اللون وإبقاء المخطوط كما هو)

الحلقة الثانية من اليوم الثاني
عنوان الحلقة: علم الفهرسة ونشأته وتطوره


أنواع الفهارس:
1- فهارس المكتبات مثل دار الحكمة وغيرها.
2- فهارس الكتب رواها العلماء مثل ما رواه الخطيب ما رواه من كتب شيوخه
3- فهارس الكتب الموقوفة
4- فهارس مؤلفات العلماء.

ثم تطرق المحاضر د. عمار نماذج من الفهارس العامة (أي التي تختص بفهرسة الكتب) وتطرق عن منهجيتها ومميزاتها:
1- الفهرست لمحمد بن إسحاق الذيم (ت 380)
6400 عنوانا
رتبه على الموضوعات التي جعلها على 10 مقالات (لغة الأمم من العرب والعجم ونعوت الأقلام – أسماء كتب الشرائع المنزلة – النحو واللغويون- الأخبار والآداب – الشعر والشعراء – الكلام والمتكلمين – الفقه والفقهاء والمحدثين – الأسماء والخرافات – المذاهب .. )

ثقافة المفهرس
وتطرق الدكتور عمار بعد ذلك إلى ثقافة المفهرس والنقاط التي ينبغي توافرها في المفهرس وذكر منها:
1- الأمانة والصدق.
2- الثقافة الواسعة.
3- الصبر لأن عمل الفهرسة شاق جدا.
4- الإلمام باللغة ماداتها.
5- مجالسة أهل العلم لأنه قد يخفى عليه شيء ويجده عند العلماء بحكم كثرة اطلاعهم.

ثم تطرق المحاضر د. عمار عن منهجيتهم في مركز جمعة الماجد في فهرسة المخطوطات

الثلاثاء 17/4/2007م
الحلقة الأولى: استخدام الحاسب الآلي في مجال الفهرسة
الحلقة الثانية: فهرسة عملية


استخدام الحاسوب في مجال الفهرسة محاضرة ألقاها الدكتور (محمد كامل) مصري الجنسية يعمل بمركز جمعة الماجد.
كانت المحاضرة قيمة حيث تتطرق المحاضر إلى المميزات التي يضيفها الحاسوب للفهرسة ذكر منها:
1- التعرف على قدر كبير من المخطوطات في فنون كثيرة.
2- توثيق التراجم من خلال عدد كبير من المخطوطات.
3- الدقة والسرعة.
4- تجمع كمية كبيرة من نصوص مصادر تراثية.
ثم تطرق بعد ذلك إلى صور المواد الداعمة للفهرسة ذكر منها قواعد البيانات وذلك على الانترنت أو السي دي CD وذكر كذلك قواعد لكتب مصورة الكترونيا والمقصود بها مواقع منها:
1- الوراق(أبو ظبي)
2- المكتبة الوقفية وغيرها ووعدنا الدكتور بقائمة للمواقع المهمة ومذكرة في هذا الموضوع.

الحلقة الثانية من اليوم الرابع: فهرسة عملية

بدأ اليوم الثلاثاء التطبيق العملي للفهرسة وهو الأهم في هذه الدورة حيث قام الدكاترة المسؤولون بتوزيع مخطوط لكل مشارك لنقوم بفهرستها عمليا على المنهجية المتبعة في مركز جمعة الماجد التي حقيقة تعتبر منهجية ممتازة جدا لأنها تضم كل جوانب المخطوط.وكانت الفهرسة ممتعة حقيقة وتجعلك تهتم جدا بها حيث لا مجال للإهمال ولا بد من التركيز والدقة والصبر ويعلمك كيف تصبح طويل البال (فيك بارض باللهجة العمانية)، فاسفدنا كثيرا منها .

Tuesday, 3 April 2007

ندوة فقه النوازل وتجديد الفتوى



نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ندوة وهي تعتبر السادسة من سلسلة ندواتها في تطوير الفقه الإسلامي فكان عنوان هذه الندوة (فقه النوازل وتجديد الفتوى) والتي انطلقت من 13-16 ربيع الأول 1428هـ، الموافق 1-4 إبريل 2007م.
وتأتي هذه الندوة لتضيف الجديد في الوسط الفقهي وتطرح إشكاليات لابد من معالجتها وتقدم الحلول لها مستهلة معاني الكتاب العزيز ودلائل السنة المطهرة ومتطلبات الواقع.
تعريف للنوازل والفتاوى كما جاء في دليل الندوة التي أعدته اللجنة المنظمة بالوزارة:
يقصد بالنوازل: تلك المسائل أو المستجدات الطارئة على المجتمع بسبب توسع الأعمال وتعقد المعاملات التي لا يوجد لها نص تشريعي مباشر أو اجتهاد فقهي سابق ينطبق عليها.
والفتاوى هي: تطبيق للأحكام الشرعية على النوازل أو الوقائع بما يحقق مصالح الناس في ضوء قواعد الشريعة ومبادئها ونصوصها.
وجاء في ختام مقدمة دليل الندوة وهو ما أكده سماحة الشيخ أحمد الخليلي في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح: ونحن في الوقت الحديث أشد ما نكون حاجة إلى الاجتهاد والفتوى المضبوطة نظرا لكثرة النوازل والمستجدات ولعل في كثرة المجامع والمؤسسات الفقهية ما يجيب على كثير من هذه النوازل.
وتتطرق أيضا إلى ضوابط الفتوى وهو ما أكده كذلك رئس اللجنة المنظمة الدكتور عبدالرحمن السالمي في كلمة الوزارة إلى ضوابط الفتوى والنوازل والعمل الفقهي والتي أهمها: مراعاة الضرورة أو الحاجة، ورعاية المصلحة العامة والاستحسان ومراعاة الأعراف والعادات.

وسأحاول في مدونتي استعراض الأوراق التي حضرتها في الندوة في الفترة الصباحية أما الفترة المسائية فبحكم عملي لم أستطع حضورها للأسف الشديد
وسنبدأ في المرة القادمة بالافتتاح