جونو .. دروس وعبر
إخواني الأعزاء لا تدعو جونو يمر عليكم دون أن تتعلموا منه شيئا فهو يحمل الكثير من الدروس المهمة، صحيح أنه (قدّر الله وما شاء فعل) فمن هذه الدروس:
الماء (وجعلنا من الماء كل شيء حي)
مرت عشرة أيام على الزيارة الثقيلة لإعصار جونو أرض السلطنة وما خلفه من دمار وخراب.
استيقظت اليوم الأربعاء أي بعد أسبوع من الإعصار لأتوضأ لصلاة الفجر فلم أجد ماء للوضوء لأننا لم نقف مساء الأمس في طابور طويل لتعبئة إناء صغير أو بضع عبوات صغيرة سعة 2 لتر للوضوء أو لدخول دورة المياه التي أصبحت لا تطاق من الروائح الكريهة.
بحث عن ماء في إحدى عبوات المياة المعدنية في الشقة فلم أجد شيئا فقلت في نفسي لماذا لا أرى الماء في الحنفية قد يكون وصل بالأمس ليلا فتحت الصنبور فإذا بالحياة تعود وإذا بالشدة تزول وبالغم ينقشع فلم أصدق نفسي فجربت كل الحنفيات فحمدت الله على نعمة الماء التي لا تقدر بثمن.
ومن ضمن مآسي انقطاع الماء رأيت شاحنة ماء أسفل العمارة التي أسكن في طابقها الخامس فأخذت الدلو مسرعا لأنه لا يوجد عندها زحام بل شخصين فقط وما أن نزلت حتى وجدت طابورا طويلا من الرجال والنساء يقفون في الشمس فرجعت بخف واحد من خفي حنين.
هذه معاناة واحدة من معاناتنا في مسقط وهو درس من دروس جونو (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، عشت حالة انقطاع الماء لمدة ثلاثة أيام فكاد صبري أن ينفد وفكرت في أن أرجع إلى البلد تاركا العمل بتقديم استقالتي من 20/6 إلى اليوم حتى أذهب غدا إلى البلد حيث الوديان والمياه الوافرة.
فشكرا لجونو لأنه ذكرنا بنعمة الماء.
مأساة الكهرباء
التي لم نعان منها في روي لكن حكى لي زميلي انقطاع الكهرباء عنهم في العامرات البلدة التي تعد من البلدان الأكثر تضررا من إعطار جونو وإلى يومنا هذا الكهرباء ما زالت منقطعة عنهم.
حكى لي مأساته هو اهله يقول: في بعض الأوقات أحس بالاغماء جراء سكون الجو والحر الشديد حيث تعودنا على الكهرباء والأطفال الذين يبكون من الحر الشديد وحرمنا حتى من نسمة هواء بسيطة وقال معبرا: تنظر إلى الأشجار والنخيل فلا ترى أي حركة في أوراقها وكأنها صورة أمامك لا حياة فيها، فبعد أن تعودنا على المكيفات والماء البارد أصبحنا لا نطيق قطع الكهرباء أكثر من ربع ساعة، فشكرا جونو على تذكيرنا بنعم الله علينا.
في الشدائد تظهر معادن الرجال.
جونو الذي حل بالأرض العمانية جاء ليختبر هذا الشعب في مقدرته على مواجهة مثل هذه الأزمات فواجهها بروح الفريق الواحد وتعامل معها على قلب رجل واحد.
فلقد جاء (اعصار جونو ) ليؤكد هذه الحقيقة للجميع عبر أدلة كثيرة تجسدت في هذا التلاحم الأخوي ازاء البلوى !! بداية من حاكم البلاد المفدى إلى الجهات العسكرية والحكومية والخاصة والأهلية، وانطلقت قوفل الخير من الشمال والجنوب والداخل لإغاثة المنكوبين.
نفوس غير قادة على تحمل المسؤولية وأنانية
بمقابل ظهور النفوس الطيبة والحانية على أخوانها المتضررين ظهر أناس لا يقدرون المسؤولية نفوسهم تحمل الأنانية قاموا بأخذ المعونات التي هي في الأساس للمتضررين من معسكرات الجيش وأماكن توزيع المعونات فبدل أن ينقلونها لإخوانهم المتضررين أخذوها إلى بيوتهم رغم أنهم لا يحتاجونها وليسو متضررين في الأساس.
من المسؤول على الخسائر
حل ما حل بنا من دمار ونحمد الله على لطفه بنا وما حدث مسلم أنه قضاء الله وقدره ولكن ما حدث من دمار وخراب في البنى التحتية ولمنازل المواطنين والمنشآت هل أخذنا فيه بألأسباب لتجنب مثل هذه الأعاصير والأودية.
فمن المسؤول
لابد أن نقف وقفة محاسبة ولابد لأصحاب القرار والمسؤولين أن يُحاسبوا ويحاسبوا أنفسهم كذلك حتى نرتقي بعماننا الحبيبة ولنقف مع كل من: الإسكان ومجلس المناقصات والبلدية.
كشف لنا جونو ان وزارة الإسكان لا تراعي في توزيع الأراضي الظروف الجغرافية للبلاد فنلاحظ التوزيع العشوائي وعدم إيجاد مخارج للأودية التي شاهدناها تجرف البيوت وتصعد إلى الطوابق العلوية من البيوت واعطائها للأراضي في بطون الأودية.
البلدية بقيادة رئيسها همها الوحيد تجميل مسقط وزرع الزهور لكن أين هو اللون الأخضر الذي كان قبل جونو أين ذهب؟!! ذهب في خبر كان لأن حضرة البلدية عملت الشوارع بدون منافذ للمياة فالشوارع في القرم أصبحت بحارا وأنهارا وكأنها لا تعلم أننا نعيش في كوكب الأرض وليس القمر حيث لا يوجد أثر للماء.
ذهبت إلى إيران (شيراز) والامطار فيها تهطل باستمرار دون توقف ولكنك لا ترى ماء في شوارعها أبدا لماذا لانها عملت منافذ لمياة الأمطار جنب على جوانب كل شارع لتمر فيه وتصرف إلى أماكن أخرى وتستغل لأشياء كثيرة.
المناقصات التي تعطى كبار الشركات كما يقولون أين ذهبت جسور وادي عدي العامرات (صحيح كل شيء بقضاء الله وقدره) لكن هل نحن واثقون من جودة عملنا وهل هناك رقابة على العمل، الرقابة موجودة وبقوة لأن معظم الشركات التي تأخذ هذه الأعمال شركات شيوخنا ومسؤولينا أصحاب القرار فينا فمن يراقب من؟ المشكلة ان مسؤولينا لا يشبعون وبطونهم لا تمتلئ بسهوله (فالسرقات أشكال وأنواع) ولا تحتاج إلى توضيح أكثر من ذلك.
صاحب الجلالة حفظه الله أمر بانشاء صندوقين لإعادة إعمار ما خلفه جونو فأرجو أن يأخذ المسؤولون من الصندوق الثلث أو الربع وليس النصف أو الكل إلى ربع حتى يكون العمل جيدا ونستطيع إعادة عمان الحبيبة أحسن مما كانت عليه وبجسور جيدة ونأمل أن تعاد البنية التحتية للشوارع كما أمر صاحب الجلالة.
وفي الختام أرجوا أن يحاسب كل أنسان نفسه وما عمل في دنياه وأن توجد هناك رقابة على كل عمل وعلى المسؤولين أن يحاسبوا أنفسهم ويرأفوا بالبلد والله يوفق الجميع ويحفظ عمان وقائدها وشعبها الله آمين.
الماء (وجعلنا من الماء كل شيء حي)
مرت عشرة أيام على الزيارة الثقيلة لإعصار جونو أرض السلطنة وما خلفه من دمار وخراب.
استيقظت اليوم الأربعاء أي بعد أسبوع من الإعصار لأتوضأ لصلاة الفجر فلم أجد ماء للوضوء لأننا لم نقف مساء الأمس في طابور طويل لتعبئة إناء صغير أو بضع عبوات صغيرة سعة 2 لتر للوضوء أو لدخول دورة المياه التي أصبحت لا تطاق من الروائح الكريهة.
بحث عن ماء في إحدى عبوات المياة المعدنية في الشقة فلم أجد شيئا فقلت في نفسي لماذا لا أرى الماء في الحنفية قد يكون وصل بالأمس ليلا فتحت الصنبور فإذا بالحياة تعود وإذا بالشدة تزول وبالغم ينقشع فلم أصدق نفسي فجربت كل الحنفيات فحمدت الله على نعمة الماء التي لا تقدر بثمن.
ومن ضمن مآسي انقطاع الماء رأيت شاحنة ماء أسفل العمارة التي أسكن في طابقها الخامس فأخذت الدلو مسرعا لأنه لا يوجد عندها زحام بل شخصين فقط وما أن نزلت حتى وجدت طابورا طويلا من الرجال والنساء يقفون في الشمس فرجعت بخف واحد من خفي حنين.
هذه معاناة واحدة من معاناتنا في مسقط وهو درس من دروس جونو (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، عشت حالة انقطاع الماء لمدة ثلاثة أيام فكاد صبري أن ينفد وفكرت في أن أرجع إلى البلد تاركا العمل بتقديم استقالتي من 20/6 إلى اليوم حتى أذهب غدا إلى البلد حيث الوديان والمياه الوافرة.
فشكرا لجونو لأنه ذكرنا بنعمة الماء.
مأساة الكهرباء
التي لم نعان منها في روي لكن حكى لي زميلي انقطاع الكهرباء عنهم في العامرات البلدة التي تعد من البلدان الأكثر تضررا من إعطار جونو وإلى يومنا هذا الكهرباء ما زالت منقطعة عنهم.
حكى لي مأساته هو اهله يقول: في بعض الأوقات أحس بالاغماء جراء سكون الجو والحر الشديد حيث تعودنا على الكهرباء والأطفال الذين يبكون من الحر الشديد وحرمنا حتى من نسمة هواء بسيطة وقال معبرا: تنظر إلى الأشجار والنخيل فلا ترى أي حركة في أوراقها وكأنها صورة أمامك لا حياة فيها، فبعد أن تعودنا على المكيفات والماء البارد أصبحنا لا نطيق قطع الكهرباء أكثر من ربع ساعة، فشكرا جونو على تذكيرنا بنعم الله علينا.
في الشدائد تظهر معادن الرجال.
جونو الذي حل بالأرض العمانية جاء ليختبر هذا الشعب في مقدرته على مواجهة مثل هذه الأزمات فواجهها بروح الفريق الواحد وتعامل معها على قلب رجل واحد.
فلقد جاء (اعصار جونو ) ليؤكد هذه الحقيقة للجميع عبر أدلة كثيرة تجسدت في هذا التلاحم الأخوي ازاء البلوى !! بداية من حاكم البلاد المفدى إلى الجهات العسكرية والحكومية والخاصة والأهلية، وانطلقت قوفل الخير من الشمال والجنوب والداخل لإغاثة المنكوبين.
نفوس غير قادة على تحمل المسؤولية وأنانية
بمقابل ظهور النفوس الطيبة والحانية على أخوانها المتضررين ظهر أناس لا يقدرون المسؤولية نفوسهم تحمل الأنانية قاموا بأخذ المعونات التي هي في الأساس للمتضررين من معسكرات الجيش وأماكن توزيع المعونات فبدل أن ينقلونها لإخوانهم المتضررين أخذوها إلى بيوتهم رغم أنهم لا يحتاجونها وليسو متضررين في الأساس.
من المسؤول على الخسائر
حل ما حل بنا من دمار ونحمد الله على لطفه بنا وما حدث مسلم أنه قضاء الله وقدره ولكن ما حدث من دمار وخراب في البنى التحتية ولمنازل المواطنين والمنشآت هل أخذنا فيه بألأسباب لتجنب مثل هذه الأعاصير والأودية.
فمن المسؤول
لابد أن نقف وقفة محاسبة ولابد لأصحاب القرار والمسؤولين أن يُحاسبوا ويحاسبوا أنفسهم كذلك حتى نرتقي بعماننا الحبيبة ولنقف مع كل من: الإسكان ومجلس المناقصات والبلدية.
كشف لنا جونو ان وزارة الإسكان لا تراعي في توزيع الأراضي الظروف الجغرافية للبلاد فنلاحظ التوزيع العشوائي وعدم إيجاد مخارج للأودية التي شاهدناها تجرف البيوت وتصعد إلى الطوابق العلوية من البيوت واعطائها للأراضي في بطون الأودية.
البلدية بقيادة رئيسها همها الوحيد تجميل مسقط وزرع الزهور لكن أين هو اللون الأخضر الذي كان قبل جونو أين ذهب؟!! ذهب في خبر كان لأن حضرة البلدية عملت الشوارع بدون منافذ للمياة فالشوارع في القرم أصبحت بحارا وأنهارا وكأنها لا تعلم أننا نعيش في كوكب الأرض وليس القمر حيث لا يوجد أثر للماء.
ذهبت إلى إيران (شيراز) والامطار فيها تهطل باستمرار دون توقف ولكنك لا ترى ماء في شوارعها أبدا لماذا لانها عملت منافذ لمياة الأمطار جنب على جوانب كل شارع لتمر فيه وتصرف إلى أماكن أخرى وتستغل لأشياء كثيرة.
المناقصات التي تعطى كبار الشركات كما يقولون أين ذهبت جسور وادي عدي العامرات (صحيح كل شيء بقضاء الله وقدره) لكن هل نحن واثقون من جودة عملنا وهل هناك رقابة على العمل، الرقابة موجودة وبقوة لأن معظم الشركات التي تأخذ هذه الأعمال شركات شيوخنا ومسؤولينا أصحاب القرار فينا فمن يراقب من؟ المشكلة ان مسؤولينا لا يشبعون وبطونهم لا تمتلئ بسهوله (فالسرقات أشكال وأنواع) ولا تحتاج إلى توضيح أكثر من ذلك.
صاحب الجلالة حفظه الله أمر بانشاء صندوقين لإعادة إعمار ما خلفه جونو فأرجو أن يأخذ المسؤولون من الصندوق الثلث أو الربع وليس النصف أو الكل إلى ربع حتى يكون العمل جيدا ونستطيع إعادة عمان الحبيبة أحسن مما كانت عليه وبجسور جيدة ونأمل أن تعاد البنية التحتية للشوارع كما أمر صاحب الجلالة.
وفي الختام أرجوا أن يحاسب كل أنسان نفسه وما عمل في دنياه وأن توجد هناك رقابة على كل عمل وعلى المسؤولين أن يحاسبوا أنفسهم ويرأفوا بالبلد والله يوفق الجميع ويحفظ عمان وقائدها وشعبها الله آمين.