سالم الحسني

Sunday, 7 October 2007

عُمان تتاجر بالبشر


سمعت عن هذا الموضوع عندما نزل بيان من وزارة خارجية امريكا تقول فيه أن سلطنة عمان من ضمن الدول التي تتاجر بالبشر وأنها لم توفق في القضاء على هذه المشكلة كان ذلك عندما كنت أعمل في جريدة الشبيبة عندما قال لي أحد الأساتذة في سكرتارية التحرير: انظر سالم عمان من ضمن الدول المتاجرة بالبشر مع بعض الدول العربية والأجنبية فقرأت الخبر الذي جاء من إحدى الوكالات الأمريكية أظنها الواشنطن فرأيته – أي الذي يعمل سكرتاريا للتحرير قد حذف كلمة (عمان) من كل الخبر فقلت له لماذا قال: ما لنا والسياسة أو بمعنى كلامه.
قلت له حينها: لو كنت في مكانك لكتبت في الصفحة الاولى على يمينها – حتى لو نزل مرسوم في ذلك اليوم فسأزيل به الصفحة وسأكتب أعلاها من اليمين: (بيان من الخارجية الأمريكية – سلطنة عمان ضمن الدول التي تتاجر بالبشر).
تمشي الأيام وبحكم أن هذا الخبر لا يخفى خاصة في الانترنت وفي موقع وزارة الخارجية وموقع السفارة بمسقط كما صرح مارك ليكون مدير مكتب مراقبة مكافحة الاتجار بالبشر في الخارجية الأمريكية.
جاء في البيان الذي قرأته أول مرة بأن أمريكا سوف تقطع كافة المساعدات الإنسانية إلى الدول التي لا تتخذ الاجراءات الصارمة لمنع انتشار هذه المشكلة، ونحن كل يوم تأتينا المساعدات من أمريكا وذلك في العراق وفلسطين وأفغانستان لكن مساعدات من نوع آخر قنابل على رؤوس الأبرياء.
في حوار أجراه الصحفي في جريدة الشبيبة محمد بن علي البلوشي مع السابق ذكره مدير مكتب المكافحة والتي بين بأنه الآن في جولة في الخليج وبعض الدول الآسيوية من أجل الالتقاء بالمسؤولين لأجل القضاء على المشكلة فقد قابل في السلطنة جمعة آل جمعة وزير القوى ومساعد المفتش العام قطن والمدعي العام.
في بداية الحوار بين الأمريكي مفهوم الاتجار بالبشر وأنه لا يقتصر على مفهوم العبيد المقيدين من أرجلهم بل وأن الضغط النفسي في العمل من ضمن هذه المشكلة، ومنها تعرض العمال المهاجرين للعمل الإجباري وذلك بحجز جوازاتهم بأيدي الكفيل.
وقال بأنه ناقش التقرير في حوار بناء مع المسؤولين الحكوميين في السلطنة من أجل إصدار تشريع شامل لمحاربة الاتجار بالبشر.
وطالب بإصدار قرار وتعميم يمنع أخذ جوازات العمال ويجب أن يكون ذلك مصحوبا بالعقوبات، وغيره من الكلام الطويل في اللقاء الذي أجرته الشبيبة معه.
لكن ما استغربه من هذا التناقض الذي يحدث في أمريكا من جهة يحاربون ما يسمى بالاتجار بالبشر ويهتمون بحقوق الإنسان ومن جهة أخرى نرى المجازر والقتل الجماعي في العراق وفلسطين فكأنهم يقولون لا يحق لك انتهاك حقوق الإنسان ولا المتاجرة بالبشر لكن اقتل ودمر وشرد.
أما نحن المسلمين فنحاول أن نرضي أمريكا فنحن دولة حليفة كما يقول مدير مكتب خارجية أمريكا فلا بد أن نكون صريحين في حوارنا.أليس أولى بنا كمسلمين وكدولة مسلمة - كما في النظام الأساسي للدولة - أن نتبع هدي الإسلام القرآن والسنة المطهرة في كل حياتنا فلا نحتاج إلى شعارات براقة مثل مشكلة الاتجار وحقوق الإنسان فالإسلام قد حل كل هذه المشكلات وأمرنا أن نحترم الإنسان أي كان فهو روح خلقها وكرمها الله تعالى.